هناك تجربة
تستحق أن تذكر اليوم خاصة وأن بطلها هوالمهندس إبراهيم محلب الذي يواجه
كرئيس للوزراء مشاكل إقتصادية مخيفة إلي حد شبح الإفلاس .
فقبل نحو عشر سنوات كانت شركة «المقاولون العرب» قد وصلت إلي حالة غير
مسبوقة . فعليها حجما من الديون للبنوك المصرية أكثر من خمسة مليارات جنيه
تلتزم بدفع 750 مليون جنيه فوائدها السنوية ، في الوقت الذي كان لها لدي
الحكومة مقابل أعمال وإنشاءات قامت بها أكثر من خمسة مليارات جنيه وليس لدي
الحكومة سيولة للسداد.
في وسط هذا الوضع المحبط ، تفتق ذهن
«المقاولون العرب» عن فكرة عبقرية طالبت فيها الحكومة بأن تسدد للشركة
مستحقاتها عينا أي أراض تقوم بإستثمارها وتنميتها مادام ليس لدي الحكومة
سيولة . ولم يكن الموضوع سهلا فقد إحتاج إلي بحث ودراسة وأيضا شجاعة . وقد
وجد أن تنفيذها ينقذ عمليا شركة كبري تعد جزءا من تاريخ مصر هي المقاولون
العرب، كما ينقذ أيضا البنوك المصرية الدائنة للشركة.
وبالفعل جري اختيار الارض التي أعطيت
لشركة «المقاولون العرب» بجوار «مدينتي » ومساحتها نحو 11ألف فدان كان من
نتيجة هذه الفكرة أن شطبت الحكومة من حساباتها مستحقات «المقاولون العرب»
دون أن تدفع مليما، وأن ترفع أصول شركة المقاولون وتتيح لها الإتفاق مع
بنكي مصر والاهلي علي تكوين شركة إستثمار تتملك وتنمي الأرض . بإختصار
استردت البنوك ما يواجه القروض التي أقرضتها لـ«المقاولون»، ووقفت الشركة
علي قدميها وإستعادت حيويتها مما كانت نتيجته رفع حجم أعمالها الي نحو 20
مليار جنيه حققت منها أرباحا سنوية سجلت نحو المليار ونصف المليار جنيه .
في المقابل تبدو مصر اليوم شركة ضخمة
تواجهها : دين عام محلي تجاوز تريليونا ومائتي مليار جنيه + فوائد دين تكاد
تسددها قدرات الإنتاج + وضع إقتصادي في حالة ركود ويحتاج إلي حقن مقويات
وتنشيط . والسؤال : ألا تصلح فكرة إنقاذ شركة «المقاولون العرب»، لبعث
الحيوية والنشاط في شركة التسعين مليونا الذين تضمهم مصر ،خاصة أن رئيس
المقاولون هو نفسه الذي أصبح رئيس وزراء مصر ؟
No comments:
Post a Comment