تقرب إلى الشيخ الضرير.. وقدم تسجيلات أحاديث خاصة له لـ«FBI»
كانت الساعة تدق 12:17 ظهرًا من يوم جمعة عام 1993، حين انفجرت سيارة مفخخة متوقفة في مكان الانتظار أسفل مبنى برج التجارة العالمي بالولايات المتحدة، متسببة في خسائر بلغت قيمتها ملايين الدولارات، فضلًا عن مقتل 6 أمريكيين وإصابة أكثر من ألف شخص آخرين بجروح متفاوتة، فيما وصف مراقبون هجوم نيويورك بأول هجوم "إرهابي إسلامي" على مركز تجاري عالمي، وكان الهدف منه تدمير البرج الشمالي، وإسقاطه على البرج الجنوبي.
بعد هذه التفجيرات، أخذت الشرطة الفيدرالية "FBI" على عاتقها الإيقاع بالدكتور عُمر عبد الرحمن، مؤسس الجماعة الإسلامية في مصر، الذي كان يعيش في حينها بالولايات المتحدة، واتهمته بالتخطيط للهجوم، وبالفعل وضعت خطة، إذ نجح الجهاز في تجنيد أحد عناصره، وهو ضابط من أصل مصري يدعى عماد سالم، وكان يحرص على حضور معظم محاضرات الشيخ المصري، وحاول التقرب منه، وأصبح من المترددين باستمرار على مسجد أبوبكر الصديق في "نيويورك".
بعد فترة وجيزة تمكن "سالم" من التقرب إلى الشيخ "الضرير"، بعد إقناعه وباقي الحضور، أنه عقيد متقاعد، لكنه في الحقيقة أنهى خدمته برتبة نقيب، ونجح في تسجيل عدد من المحاضرات والحوارات الخاصة مع "عبد الرحمن"، التي اعتبرتها الشرطة الفيدرالية تحريضًا ضد الأمريكيين، ورفضت الحكومة المصرية تسلمه رغم عرض واشنطن ذلك عليها أكثر من مرة، كما أعلنت قطر وقتها استعدادها لاستضافته، ليتم تقديمه إلى المحاكمة، وفي يناير من عام 1996 صدر حكمًا بسجنه مدى الحياة.
شاهد أيضا
بعد وفاة «عمر عبد الرحمن».. باسم يوسف يقارن بين عنصرية «ترامب» و«البلاد الإسلامية» «شيخ العرب».. وزير داخلية أقاله عمر عبد الرحمن صور.. تجهيز مقابر عائلة «عمر عبد الرحمن» في الدقهلية لاستقبال جثمانه نجل عمر عبد الرحمن يقدم طلبًا للخارجية لترحيل جثمان والده من أمريكا جهادي سابق: عمر عبد الرحمن مات مقتولًا
وتوفي عمر عبد الرحمن، أمس السبت، داخل أحد السجون الأمريكية، حيث ألقي القبض عليه في ولاية نيوجيرسي عام 1993، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، رغم أنه تبرأ من الهجوم ونفى جميع الاتهامات التي وجهت له بالتحريض عليه، أمضى الشيخ عمر عبد الرحمن، قرابة 24 سنة بالسجن الأمريكي قبل أن يفارق الحياة، مساء أمس، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ80 عامًا.
وفي وقتٍ سابق اليوم، قال الشيخ نبيل نعيم إن عمر عبد الرحمن "سقط قتيلًا"، مضيفًا: "حديث الأجهزة الأمنية الأمريكية لأسرة الدكتور قبل وفاته مباشرةً أمر له مؤشرات قوية، منها أن الدكتور عمر تعرض لجريمة قتل على أيدي المخابرات الأمريكية وذلك بمنع الأدوية عنه".
وتابع نبيل، في تصريحات لـ"التحرير": "الدكتور عمر أوصى بدفنه في مصر وكذلك بتشريح جثمانه، الأمر الذي يبرهن على تعرضه لمحاولات قتل بمنع الأدوية، وأوصى بتشريح جثمانه حتى يكشف للعالم ما يفعله الأمريكان داخل سجونهم".
No comments:
Post a Comment