تاريخ تدخلات مصر فى الخارج
قبل الضربة الجوية التي شنها الجيش المصري على درنة فجر الاثنين الماضي، خاضت مصر خمسة حروب ضد دول عربية وإقليمية لأسباب متباينة جنت منها خسائر بشرية ومادية.
التدخل العسكري في اليمن 1963-1967
قام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بالتدخل في اليمن، بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962، حيث اندلعت حرب بين أنصار المملكة المتوكلية اليمنية وبين أنصار الجمهورية اليمنية، وذلك عقب الانقلاب الذي قام به المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين، ملك اليمن الشمالي في ذلك الوقت، واستمرت الحرب لمدة 8 سنوات "1962-1970" انتهت بسقوط الملكية وإعلان الجمهورية العربية اليمنية.
وأرسل عبدالناصر أكثر من 60 ألف جندي إلى اليمن، و130 ألف بندقية، و5 آلاف مدفع رشاش متنوع الأحجام، و130 مدفعًا مضادًا للدبابات، و90 مدفع هاون، و16 مدفعًا مضادًا للطائرات، و20 مليون طلقة و8600 لغم مضاد للدبابات، إضافة إلى طائرات النقل وطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة، كل هذه المعدات قد أرسلت حتى نهاية عام 1963 فقط بجانب المعدات والأسلحة والتعيينات والمستشفيات بكامل أطقمها الفنية والبشرية ومستودعات الوقود، ومخازن الأدوية وقطع الغيار والمهمات ومستلزمات المزارع، وورش إصلاح الأسلحة والسيارات، والمعدات الحربية والفنية.
وفقدت مصر أكثر من 25 ألف جندي من أبنائها خلال حرب اليمن، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في إضعاف الجيش المصري الذي افتقد إلى أكثر وحداته تدريبًا خلال حرب يونيو 1967 ضد إسرائيل.
الحرب الأهلية النيجيرية "حرب بيافرا"
اندلعت هذه الحرب بعد إعلان الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجيريا "الكولونيل أوجوكو" الانفصال عن الدولة واستقلال الإقليم في 30 مايو عام 1967، وأطلق على الإقليم "جمهورية بيافرا"، وهو ما دفع الحاكم العسكري النيجيري يعقوب جون لإعلان حالة الطوارئ استعدادًا للحرب؛ لاستعادة الإقليم الشرقي الذي منع المسيطرون عليه توريد عائدات النفط للحكومة المركزية.
وساند عبد الناصر التدخل عسكريا لدعم "جون"، وذلك عن طريق إرسال طيارين مصريين إلى نيجيريا، شريطة أن يكونوا من الطيارين المتقاعدين، رغم أن مصر وقتها لم تكن قد أفاقت بعد من آثار هزيمة 5 يونيو.
وشارك هؤلاء الطيارون في العمليات الجوية ضد "بيافرا" حتى عام 1970، كما أنشأوا كلية طيران في "لاجوس" لتدريب الطيارين النيجيريين.
ضرب ليبيا 1977
لم تكن الضربة الجوية التي شنها الجيش المصري فجر الاثنين الماضي ردًا على قتل 21 مصريًا قبطيًا على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، هي الأولى من نوعها، فقد سبقها تدخل عسكري مصري في ليبيا عام 1977 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، بسبب خلافات حدودية بين البلدين.
ففي إبريل ومايو 1977 زاد التوتر بين البلدين وقام متجمهرون ليبيون بمهاجمة البعثة المصرية هناك، فرد المصريون بمهاجمة البعثة الليبية في مصر، وأمر الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي حوالي 250 ألف مصري بالرحيل، وطالب وقتها الشعب المصري بالثورة على الرئيس السادات.
على إثرها طرد القذافي حوالي ربع مليون عامل مصري من ليبيا، وحشد القذافي مظاهرات حاولت تقتحم الحدود المصرية للوصول، وأمر القذافي بضرب مدينة السلوم الحدودية المصرية بالمدافع.
ضرب قبرص 1978
في 18 فبراير 1978، أغارت قوات مصرية على مطار لارنكا الدولي، بالقرب من لارنكا، في قبرص، في محاولة لتحرير رهائن عملية خطف.
حيث قام مغتالون بقتل الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة في عهد الرئيس أنور السادات. واحتجز المختطفون بعد ذلك عددا من العرب الذين كانوا يحضرون مؤتمرا في نيقوسيا. كانت القوات القبرصية تحاول التفاوض مع المختطفين في المطار، وفي أثناء ذلك قررت السلطات المصرية إرسال قوات من وحدات الصاعقة الخاصة ، دخلت القوات المصرية دون استئذان السلطات القبرصية وشنت هجوما على المطار. وقامت القوات القبرصية بالاشتباك مع القوات المصرية، ونتيجة لذلك، انقطعت العلاقات السياسية بين مصر وقبرص لسنوات عدة.
حرب الخليج الثانية 1991
وفي عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، شاركت القوات المسلحة في حرب تحرير الكويت، عقب غزو العراق لها، في أغسطس عام 1990، ضمن تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بمشاركة 30 دولة منها مصر.
وشاركت مصر بقوة مكونة من 35 ألف جندي توزعت بين أسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة، وتمركزت القوات المصرية على يسار الحدود الكويتية، ووفقا للتقديرات فإن الخسائر البشرية لمصر في هذه الحرب كانت حوالي 10 جنود.
في مقابل مشاركة مصر في تحالف حرب الخليج، تم إسقاط حصة كبيرة من الديون المصرية وقتها من قبل الولايات المتحدة واليابان وقطر، إضافة إلى إعادة جدولة باقي الديون خلال مدة 25 سنة، كما حصلت مصر على مساعدات مالية من الكويت والسعودية وبعض دول أوروبا، أودع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جزءًا منها في البنك المركزي المصري، وهي الوديعة المعروفة بـ"وديعة حرب الخليج".
التدخل العسكري في ليبيا
وفجر الاثنين الماضي، وجهت القوات المسلحة ضربة جوية لمدينة درنة الليبية ومخازن الأسلحة تابعة لتنظيم "داعش" بهدف القضاء على بؤر التنظيم ردًا على مقتل 21 مصريًا.
وقال مصطفى البدري، القيادي بـ "الجبهة السلفية" المعارضة للنظام الحالي، إن "هؤلاء الرؤساء لم يكونوا على مستوى المسئولية، مشيرًا إلى أنهم كانوا يزجون بالجيش المصري في معارك لا مصلحة لمصر فيها".
وأضاف: "بدلا من توجيه الجيش للتحرك ضد عدوه الحقيقي وهو الجيش الصهيوني الإسرائيلي ويسعى لتحرير القدس العربية المحتلة، وذلك حفاظًا وتأمينًا لحدود مصر الشرقية يختلق عداوات وهمية ينهك فيها الجيش ويفرغ فيها الطاقات فقط من أجل استمرارهم في السلطة".
No comments:
Post a Comment