محرقة التراث الإسلامي»
محرقة التراث الإسلامي».. هو الاسم الحقيقى للجريمة النكراء التى ارتكبتها الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، وهى الجريمة التى أعادت إلى أذهان المصريين محرقة الأزهر الشريف التى تعرض لها الجامع الأزهر على يد قوات الاحتلال الفرنسى تحت قيادة نابليون بونابرت، والتى قام خلالها بإحراق جميع كتب التراث الإسلامى بما فيها المصحف الشريف.أما السؤال الذى يطرح نفسه الآن والذى فشل الرأى العام فى الإجابة عليه وهو.. لماذا أقدمت بثينة كشك على هذه الجريمة النكراء؟؟
ارتكبت بثينة كشك هذه الجريمة النكراء للتخلص من ذلة تلاحقها وتهدد مستقبلها الوظيفى وهى أن عمها هو العالم الكبير الشيخ «عبد الحميد كشك» أحد أبرز خطباء الحماسة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، والذى كان له الفضل الأكبر فى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة بعد أن أسندت إليه القوات المسلحة المصرية مهمة «الوعظ والإرشاد» داخل صفوف الجيش المصرى هو وغيره من خطباء الأزهر الشريف الذين عرفوا وقتها بخطباء الحماسة أو خطباء الجهاد، وذلك إبان فترة الاستعداد لحرب أكتوبر!
ورغم التاريخ المشرف للشيخ عبد الحميد كشك وسمعته الشعبية الكبيرة، إلا أن بثينة كشك ابنة شقيقه، عاشت دهرًا طويلاً تحاول غسل عارها وتاريخها وكتبت بحروف من الدم «ثوب البراءة» من عمها ومن عائلة كشك، وانضمت إلى الحزب الوطنى الديمقراطى ونجحت فى الوصول إلى القصر الجمهورى فى لقاء مطول جمعها مع السيدة سوزان مبارك، ضمن عدد كبير من المتطلعين للكراسى والمناصب فى إطار الإعداد والترويج لمشروع توريث جمال مبارك.
انضمت بثينة كشك إلى جمعية سوزان مبارك ضمن مجموعة من المتطلعين للحقائب الوزارية، وكانت هذه الجمعية البوابة الخلفية للحصول على لقب «وزير» حيث تخرج منها «أنس الفقى وبطرس غالى ورشيد محمد رشيد ومحمود محى الدين وأحمد درويش وعثمان محمد عثمان وغيرهم».
ومن خلال جمعية سوزان مبارك، تم إسناد ملف «الجودة» فى مشروع تطوير الـ«مائة مدرسة» بالقاهرة لها والذى كان تحت رعاية جمال مبارك شخصيًا، ولم يكن لكشك أى صفة فى ملف جودة التعليم، حيث كانت سامية سلامة، مسئول ملف التعليم العام بالمديرية، هى المسئولة عن إدارة الجودة لتلك المدارس، إلا أنه تم إسناده لبثينة كشك بتعليمات عليا من مكتب سوزان مبارك.
ومازالت كشك تتدرج فى الوظائف الإدارية بسرعة الصاروخ حتى وصلت إلى وكيل وزارة التربية والتعليم، إلا أن اندلاع ثورة 25 يناير حطم كل ما بنته بثينة كشك من أمجاد وأعادها إلى نقطة الصفر!.
عقب سقوط نظام مبارك ووصول جماعة الإخوان المسلمين للقصر الجمهورى عادت بثينة كشك إلى قواعدها وأصولها وتباهت بعمها المجاهد الكبير الشيخ عبد الحميد كشك!.. وأعلنت الجهاد والبراءة من مبارك ونظامه والولاء لجماعة الإخوان المسلمين والشيخ كشك ليكون شفيعها فى مكتب الإرشاد.
تقربت بثينة كشك من جماعة الإخوان المسلمين وساعدت وساهمت فى تنفيذ جميع سياسات ومطالب الجماعة بما فيها فتح مدارس للإخوان، وتصعيد قيادات الإخوان فى المناصب العليا بالتعليم، فضلاً عن فتح إدارة مدارس التربية والتعليم لأعضاء حزب الحرية والعدالة، كما كان لها دور واضح فى توقيع وتنفيذ برتوكول التعاون الذى كان موقعًا بين وزارة التربية والتعليم وحزب الحرية والعدالة من أجل تطوير المدارس، إلا أن جماعة الإخوان لم تأمن مكرها بسبب علاقتها القوية بنظام مبارك.
إلا أن بثينة كشك لم تيأس ولجأت إلى وسيلة ماكرة للوصول إلى قصر العروبة، لفرض وصايتها على وزير التربية والتعليم، حيث استغلت أحد الموظفين بالإدارة العامة للتعليم الأساسى وهو الدكتور أشرف علواني، وقامت بتصعيده مديرًا لمكتبها، وكان وقتها يشغل عضو الهيئة العليا بحزب الوطن السلفى وأحد أبرز المقربين من الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد رئيس الجمهورية الأسبق محمد مرسي، الذى سهل لها الطريق إلى مكتب الوزير الإخوانى إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم الأسبق فى عهد الدكتور هشام قنديل.
تحالفت الدكتورة بثينة كشك مع القيادى الإخوانى المهندس عدلى القزاز، مستشار وزير التعليم لتطوير التعليم، ونجحت من خلاله فى إقناع غنيم بتعيين الطالب مصطفى مجدى طالب الإعدادية عضوًا فى اللجنة التنفيذية العليا للتعليم، وهو الطالب الذى عرف داخل ديوان عام الوزارة بالطفل المدلل، واستثمرت بثينة كشك علاقتها بالطالب فى تحسين صورتها داخل مكتب الإرشاد ووزارة التربية والتعليم، كما استغلته فى توصيل رسائل لتحسين صورتها داخل مجلس الوزراء، وكانت المفاجأة جلية بعد 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان وخلال فترة تشكيل حكومة الببلاوى التقى الأخير بالطالب مصطفى مجدى والذى أملى على الببلاوى ثلاثة أسماء كأبرز الشخصيات التى تصلح لحقيبة التعليم وكان منهم «بثينة كشك» وبالفعل التقى الببلاوى بها واقتنع بترشيحها لحقيبة التعليم إلا أن الأجهزة الرقابية اعترضت على تعيينها بحجة انتمائها للتيار الإسلامي.
بعد استبعاد بثينة كشك وحرمانها من التشكيل الوزارى أصيبت بأزمة نفسية وعلمت أن ولاءها لسوزان مبارك هو الحل!.. وأن عليها أن تتخلص من تاريخ الإخوان وتاريخ عمها الشيخ كشك للوصول إلى كرسى الوزارة!
وبعد تعيينها وكيلاً لوزارة التربية والتعليم بالجيزة وفى إطار خطتها للوصول إلى كرسى الوزارة أعلنت حربها الضروس على مدارس الإخوان، وساهمت فى تأميم عدد كبير من مدارس الإخوان ووضعها تحت تصرف الوزارة، كما أطلقت اسم 30 يونيو على عدد كبير من مدارس الجيزة، فضلاً عن إطلاق أسماء شهداء الجيش والشرطة على المدارس الأخرى.
«محرقة التراث»
وفى إطار حربها الضروس لدرأ شبهة الإسلام عنها وغسل تاريخ عمها الشيخ كشك، ارتكبت بثينة كشك جريمة «حرق الكتب الإسلامية» لتحسين صورتها أمام الرأى العام والجهات الرقابية.
وهناك مستندات الملف الكاملة لفضيحة محرقة الكتب الإسلامية، والتى تم إعدامها بمعرفة وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة بدعوى تحريضها على العنف، وبكل أسف وقفت الدكتورة بثينة كشك، وكيلة التربية والتعليم بالجيزة، وهى تلوح بعلم مصر، وسط فناء مدرسة فضل للغات بالجيزة، أثناء إعدام كتب التراث الإسلامى بدعوى تحريضها على العنف، وبدعوى أنها تنتمى لكتاب ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن الكتب المحروقة ضمت كتبًا للأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة السابق جلال دويدار، و«منهج الإصلاح الإسلامي» لمفتى الجمهورية الأسبق الدكتور عبدالحليم محمود، و«جمال الدين الأفغاني» لعثمان أمين، و«الإسلام وأصول الحكم» لعلى عبدالرازق، و«صفات المسلمة الملتزمة» للداعية السلفى محمد حسين يعقوب، و«أصول الحكم فى الإسلام» للدكتور عبدالرازق السنهوري، و«هذا هو النبأ العظيم» للدكتور زغلول النجار والإعجاز العلمى للقرآن الكريم للدكتور زغلول النجار، وكتبًا عن الإدمان وأخطاره صادرة عن المجلس القومى لمكافحة المخدرات، و«زواج هز عرش مصر» للصحفى رشاد كامل، وكتاب «نظرية التربية فى القرآن».
وضمت القائمة أيضًا كتاب «البحث عن المستقبل» للكاتب ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ورئيس تحرير مجلة أكتوبر الأسبق، رجب البنا، كما شملت أيضًا كتاب «زواج هز عرش مصر» الذى يحكى عن قصة زواج الشيخ على يوسف أحد رواد الصحافة المصرية، وصفية السادات سليلة الأشراف، التى وصفت بأنها أشهر أزمة زواج فى تاريخ مصر، والكتاب من تأليف الصحفى القبطى رشاد كامل رئيس تحرير صباح الخير سابقًا.
المتورطون فى المحرقة
أما عن أبرز المتورطين فى مهزلة محرقة الكتب الإسلامية، مجموعة من قيادات وزارة التربية والتعليم ومديرية التعليم بالجيزة طبقا للجنة الإعدام والتى ضمت طارق حسين الخضرى، مدير عام إدارة الهرم، وفاطمة يحيى محمود، مدير متابعة فنية بالمديرية، وعفاف أبو بكر عثمان، مدير الشؤون القانونية بالمديرية، وآلاء أبو زيد عبد العال، توجيه مالى وإدارى عضو، ومحمود محمد محمود.
No comments:
Post a Comment