سؤال: هل يجوز أن تتزوج
الفتاة السنية من شاب شيعي ؟ وهل يجوز أن يتزوج السني من فتاة شيعية ؟
وإذا صار هذالزواج هل يكون زواجاً حراماً ؟
وما هو حكم الدين في هذا الزواج ؟
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وبعد:لا يجوز للسنية أن تتزوج من شيعي، لأن الشيعة مذهب يشتمل
على مجموعة من العقائد الباطنية التي تخرج الإنسان من الملة الإسلامية.
والمذهب الشيعي ينتقد في أربعة أصول مهمة :
الأصل الأول: توجيه العبادات لغير الله تعالى، فالدعاء والتوكل والنذر والذبح
والحلف
والاستغاثة وطلب الشفاء من الأمراض والتوسعة في الأرزاق والنصر على
الأعداء والسجود والركوع والطواف والحج وسائر التعبدات التي شرعها لله ليتقرب
بها العباد إلى خالقهم فيظهروا له العبودية الخالصة دون سواه، ويثبتوا بها أنهم
لا يتقربون لغيره سواء كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا، كل ذلك لا يصح أن يوجه
لغير الله تعالى، ذلك أن توجيه أي عبادة لغير الله تعالى شرك في عبادته واتخاذ
إله معه، لان معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله، أي لا يستحق أحد
أن يتوجه العباد إليه بالتعبدات والتقربات الدينية، إلا إله واحد هو الله تعالى،
فمن وجه العبادة لغير الله تعالى فقد اتخذ ذلك الغير إلهاً مع الله تعالى،
والشيعة تجيز توجيه العبادة إلى الأئمة الأموات والتقرب إليهم بالدعاء وسؤالهم
قضاء الحاجات والشفاء من العاهات وتوسيع الأرزاق ، والحج إلى قبورهم ، الطواف
بها ، والسجود لها ، ... إلخ . ويعتقدون أن الأئمة يسمعون الدعاء ثم يستجيبون
للداعي، وهذا خلاف ما أمر الله تعالى به في القرآن في قوله{ إياك نعبد وإياك
نستعين}، أي لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك ، وقوله {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي
ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}ومعنى الآية أي
كل أعمالي وتنسكي-تعبدي-لإله واحد هو الله تعالى، وقال تعالى{قل إنما أدعو ربي
ولا أشرك به أحدا}، وقال تعالى{وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً}وقال
تعالى{وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم
داخرين}.وخلاصة هذا الأصل، أن توحيد الألوهية-أي توجيه العبادات لله وحده-فيه
خلل عند الشيعة وخلل عظيم، وهو الشرك الذي قال الله تعالى عنه{إن الله لا يغفر
أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، أي من مات وهو يشرك في عبادة الله تعالى
، فإن الله تعالى لا يغفر له الشرك ، بل يخلد في النار والعياذ بالله تعالى
.
الأصل الثاني: الطعن في الصحابة وتكفيرهم-إلا
أربعة أو سبعة تستثنيهم الشيعة فقط من جملة الصحابة-واعتقاد أنهم خانوا الرسول
صلى الله عليه وسلم وتركوا وصيته باستخلاف علي رضي الله عنه من بعده ، ونحن
نعتقد أن الصحابة كانوا أوفياء لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولولا ذلك لما
زكاهم الله تعالى في قوله {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين
اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} وقوله تعالى{محمد رسول الله والذين معه
أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً
سيماهم في وجوههم من أثر السجود}وآيات أخرى كثيرة .
ونعتقد أن الطعن فيهم طعن في شخصية الرسول صلى
الله عليه وسلم واتهام له بالفشل في تربية جيل يحمل رسالته الكريمة من بعده،
وكيف يعقل أن يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم له صاحباً يتزوج ابنته ويصاحبه في
الهجرة وهو الصديق، ويختار له صاحباً آخر، يتزوج ابنته ( حفصه ) ويتخذه وزيرا في
حياته وهو الفاروق، وثالث يزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه وهو عثمان رضي
الله عنه،فكيف يعقل أن يقربهم النبي صلى الله عليه سلم المؤيد بوحي السماء
ويصاهرهم، ثم يكونون من أشد الخائنين له، إن أي قائد ناجح يختار خير الناس
وأصدقهم وأعظمهم أمانة ويجعلهم وزراء له، ليكون ذلك سبباً في نجاح دعوته.
فكيف يتصور أن يفشل النبي صلى الله عليه وسلم
في اختيار أعوانه ووزراءه وأصحابه، فلا يجمع حوله إلا-كما تقول الشيعة-الخونة
والمتربصين بموته ليخونوه ويتخلوا عن رسالته، أليس في هذا اعظم طعن في شخصيته ؟!
فهذا يدل على أن الشيعة تقع هنا في خطأ عظيم يعين على هدم الإسلام، لان الصحابة
هم الذين نقلوا الإسلام، فإذا نزعت منهم الثقة، سقط الدين كله. وهذا لا يعني أن
الصحابة لا يقع منهم الخطأ والزلة، فهم غير معصومين من ذلك، ولكن النبي صلى الله
عليه وسلم لم يهيئهم ليكونوا أعداء لهذا الدين، خونة له، معينين على هدمه، بل
رباهم حملة الدين والمجاهدين في سبيل نشره، وقد فعلوا ذلك، فدخل الناس في دين
الله أفواجاً، وانتشر الإسلام في المعمورة على أيديهم وبجهادهم بعد توفيق الله
تعالى.
ومما يدل على صدقهم وإخلاصهم وفضلهم العظيم،
أن علياً رضي الله عنه نفسه كان مقراً بذلك، محباً لهم، ولهذا فقد سمى أولاده
بأسماء خاصة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسمى أولاده بأسماء (أبو بكر ،
وعمر ، وعثمان ) رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك في أثناء خلافته، فلم يفعل ذلك
تقية وجبناً، وحاشاه رضي الله عنه، أن يسمى أولاده بأسماء أعداءه-كما تزعم
الشيعة-خوفاً وجبناً، وهو من أشجع الناس، وأجرأهم في الحق، وهذه الحقيقة
التاريخية مكتوبة في كتب الشيعة أنفسهم لا ينكرونها.
الأصل الثالث: القول بتحريف القرآن وقد وجدنا
هذه القول في المراجع الأساسية للشيعة، وإن كانوا يحاولون إنكاره، ولكنه موجود
ثابت، ويسرون به إلى خاصتهم فقط، وفي ذلك طعن عظيم في معجزة الإسلام الخالدة.
الأصل الرابع: اعتقادهم أن الأئمة بعده صلى
الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه، إلى الإمام الثاني عشر من ولده-الذي مات
صغيراً ، ولكنهم يعتقدون أنه اختبأ في السرداب، منذ القرن الثالث إلى يومنا هذا
ليخرج آخر الزمان، وينتقم من أعداء أهل البيت الذين سلبوا عليا حقه !!-أنهم يوحي
إليهم بشرع من الله تعالى، وأن كلامهم كله وحي من الله تعالى، وأنهم لا يقع منهم
الخطأ ولا النسيان ولا السهو، وهذا غلو مرفوض في دين الإسلام، فليس ثمة وحي بشرع
معصوم إلا للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ختم الله به الرسالة والنبوة ، ولا
وحي بشرع إلا بنبوة، وادعاء النبوة بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كفر ورده
والعياذ بالله تعالى.
وهذا الغلو جعل الشيعة تعتقد في الأئمة صفات
لا يستحقها إلا الله تعالى، مثل اعتقاد أنهم يتصرفون في الأكوان والأرزاق
ويعلمون الغيوب، ويقدرون على إحياء الأموات ... إلخ، وهذا خلل عظيم لا يجوز أن
يعتقده المسلم، فإن اعتقده كفر وارتد عن الدين والعياذ بالله تعالى هذا وينتقد
على الشيعة أيضا انحرافات كثيرة أخرى في أمور عملية، مثل زواج المتعة، والنياحة
على الحسين رضي الله عنه، ولطم الصدور، وضرب الرؤوس بالسيوف، ومما ينتقدون عليه،
تصوير علي رضي الله عنه والأئمة الكرام من أولاده وذريته-مع أن الشيعة تقول أن
الأئمة يعلمون الغيوب وينزلون الأرزاق ويحيون الأموات، ويمنحونهم قدرات الإله
نفسه !!!- في صورة الجبناء الذين يخفون عقائدهم خوفا من الناس، في عقيدة التقية،
فاعجب من هذا التناقض الغريب!!
ومن ذلك ما يحكونه أن عمر رضي الله عنه دفع
الباب على بطن فاطمة رضي الله عنها ، فأسقط ولدها ( محسن ) وهو في بطنها، ولم
يفعل له علي رضي الله عنه شيئا، وهذه قصة لا يصدقها عاقل، وما يعتقدونه أن عليا
رضي الله عنه الذي-كما تقول الشيعة-يحمل السموات تحت خنصره، يغتصب الناس حقه في
خلافة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته صلى الله عليه وسلم، فيبقى متحيراً
ضعيفاً لا يقدر على استرداد حقه، فهذا كله فيه إهانة لهؤلاء الأخيار البررة من
أهل بيت النبوة، ويدل على أن أكثر هذه الروايات التي تروجها الشيعة، إنما هي
أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.
و في الختام نقول: إنه ليس عيباً أن يكون
الإنسان على خطأ فترة طويلة من حياته، ولكن العيب كل العيب أن يتجنب الإنسان
اتباع الحق إن وجده، وينصرف عنه، اتباعاً لهواه، وقد قال تعالى{ ولا تتبع الهوى
فيضلك عن سبيل الله}. وعلى الإنسان أن ينظر
إلى هذا النقد بعين التجرد، وينحاز إلى الحق فيتبعه، ولا يتعصب فالتعصب داء يعمي
عن رؤية الحق حقاً والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
No comments:
Post a Comment