اطالب الرأى العام، أن يعرف جيدًا، خطورة تركيع نقابة الصحفيين وإذلالها.. صحيح أن السلطة تريد إخضاع الصحافة، للسيطرة على كل منافذ الإعلام، للسيطرة على العقول وحشوها بالأكاذيب.. هذا فى المطلق، مع كل الأنظمة التى تعاقبت على الحكم، منذ محمد على إلى السيسى.. إلا أن النظام الحالى، له علاقة ثأر خاصة مع نقابة الصحفيين، يريد معاقبتها بسبب يوم 25 إبريل.. والمظاهرات الضخمة التى طالبت لأول مرة برحيله، من أمام النقابة، وتحول الأخيرة إلى متنفس للشعب، بعد أن أغلق النظام، ميدان التحرير بالضبة وبالمفتاح.
يعنى المسألة فى فحواها الحقيقي، سياسية، وليس لها علاقة لا بالقانون ولا يحزنون.. ولكن المهم فى هذا الإطار، أن يكون الرأى العام واعيًا، لخطورة تركيع الصحفيين وإذلالهم.. فالمسألة ليست خاصة بالجماعة الصحفية، وإنما تستهدف غلق باب كبير لرد المظالم ومكافحة الفساد، والتصدى لتوحش السلطة وتغولها على الناس الغلابة.. وكشف أكاذيبها وألاعيبها، وهروبها من الرقابة والنقد والمساءلة.
الناس الطيبون ينسون، أن الصحافة تنشر شكاوى الناس المطحونين، وشكاوى كل مظلوم لجأ إليها، لنشر مظلمته والمطالبة بحلها.. الصحف ليست فقط لنشر الأخبار، أو مجرد مكان للوظيفة، وإنما لها دور اجتماعى كبير، ربما لا يعرف عنه كثير من الناس شيئًا: فالصحف بجانب نشر الشكاوى وعرضها على المسئولين، فهى أيضًا تتبنى رعاية حالات إنسانية تتراوح ما بين علاج الفقراء وتزويج بنات الأسر غير القادرة، وتوفير فرص عمل للعاطلين، وتحسين أماكن الإقامة للمحتاجين، ومكافحة الفساد، ومطاردة لصوص المال العام، والكشف عن الانتهاكات والتعذيب داخل مقار الأمن.. والفوضى والإهمال الحكومى للمناطق الفقيرة والتى لا ظهر لها ولا بطن.. ودعم العمل الأهلى الخيري، والذى يتحمل فاتورة إهمال الدولة وانسحابها من رعاية وحماية الفقراء.. وتركهم لميكنة الاستغلال والجشع لتدوسهم بلا رحمة.
الدفاع عن نقابة الصحفيين ـ إذن ـ فى رمزيتها، هو دفاع عن المجتمع وعن حقوقه وعن مظالمه وعلى حقه فى تتبع الفاسدين واللصوص والحرامية ورجال الأعمال الفاسدين الذين انتفخت جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية من أموال هذا الشعب المسكين.. الدفاع عن نقابة الصحفيين، هو دفاع عن جماعة مهنية، تحملت عبء التصدى للجهاز الأمنى الوحشى، واعتداءاته على الغلابة، وقتلهم فى مقار الشرطة وفى الشارع بالرصاص الميرى.
الصحفيون لا يدافعون عن امتيازاتهم، فغالبيتهم فقراء ويعملون فى صحف فقيرة، ويكابدون مشقة كبيرة فى توفير ما يحتاجونه من أساسيات الحياة.. وظروفهم المعيشية قاسية إلى حد البؤس.. ولم يدافعوا مرة واحدة عن حقوقهم المالية.. فيما يقفون بنبل أمام موجات توسونامى الفساد والبلطجة والاعتداءات على المال العام.. وأمام نظام لا يحترم شعبه.. ويستخف بعقله، إلى حد محاولة إقناعه بأنه سيعالج فيروس سى، بصباع الكفتة!
أطالب الشعب المصرى بأن لا ينساق وراء أكاذيب السلطة.. وأن يلتف حول نقابة الصحفيين.. فلم يعد يمتلك من أدوات الدفاع عن نفسه وعن حقوقه، وعن كرامته وعن عرضه من استباحة الأمن وجبروته ووحشيته إلا هذه النقابة.. فإن سقطت فكل شىء سيصبح مستباحًا وكأنها نزهة لاصطياد الأرانب البرية.
Almesryoonmahmod@gmail.com
يعنى المسألة فى فحواها الحقيقي، سياسية، وليس لها علاقة لا بالقانون ولا يحزنون.. ولكن المهم فى هذا الإطار، أن يكون الرأى العام واعيًا، لخطورة تركيع الصحفيين وإذلالهم.. فالمسألة ليست خاصة بالجماعة الصحفية، وإنما تستهدف غلق باب كبير لرد المظالم ومكافحة الفساد، والتصدى لتوحش السلطة وتغولها على الناس الغلابة.. وكشف أكاذيبها وألاعيبها، وهروبها من الرقابة والنقد والمساءلة.
الناس الطيبون ينسون، أن الصحافة تنشر شكاوى الناس المطحونين، وشكاوى كل مظلوم لجأ إليها، لنشر مظلمته والمطالبة بحلها.. الصحف ليست فقط لنشر الأخبار، أو مجرد مكان للوظيفة، وإنما لها دور اجتماعى كبير، ربما لا يعرف عنه كثير من الناس شيئًا: فالصحف بجانب نشر الشكاوى وعرضها على المسئولين، فهى أيضًا تتبنى رعاية حالات إنسانية تتراوح ما بين علاج الفقراء وتزويج بنات الأسر غير القادرة، وتوفير فرص عمل للعاطلين، وتحسين أماكن الإقامة للمحتاجين، ومكافحة الفساد، ومطاردة لصوص المال العام، والكشف عن الانتهاكات والتعذيب داخل مقار الأمن.. والفوضى والإهمال الحكومى للمناطق الفقيرة والتى لا ظهر لها ولا بطن.. ودعم العمل الأهلى الخيري، والذى يتحمل فاتورة إهمال الدولة وانسحابها من رعاية وحماية الفقراء.. وتركهم لميكنة الاستغلال والجشع لتدوسهم بلا رحمة.
الدفاع عن نقابة الصحفيين ـ إذن ـ فى رمزيتها، هو دفاع عن المجتمع وعن حقوقه وعن مظالمه وعلى حقه فى تتبع الفاسدين واللصوص والحرامية ورجال الأعمال الفاسدين الذين انتفخت جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية من أموال هذا الشعب المسكين.. الدفاع عن نقابة الصحفيين، هو دفاع عن جماعة مهنية، تحملت عبء التصدى للجهاز الأمنى الوحشى، واعتداءاته على الغلابة، وقتلهم فى مقار الشرطة وفى الشارع بالرصاص الميرى.
الصحفيون لا يدافعون عن امتيازاتهم، فغالبيتهم فقراء ويعملون فى صحف فقيرة، ويكابدون مشقة كبيرة فى توفير ما يحتاجونه من أساسيات الحياة.. وظروفهم المعيشية قاسية إلى حد البؤس.. ولم يدافعوا مرة واحدة عن حقوقهم المالية.. فيما يقفون بنبل أمام موجات توسونامى الفساد والبلطجة والاعتداءات على المال العام.. وأمام نظام لا يحترم شعبه.. ويستخف بعقله، إلى حد محاولة إقناعه بأنه سيعالج فيروس سى، بصباع الكفتة!
أطالب الشعب المصرى بأن لا ينساق وراء أكاذيب السلطة.. وأن يلتف حول نقابة الصحفيين.. فلم يعد يمتلك من أدوات الدفاع عن نفسه وعن حقوقه، وعن كرامته وعن عرضه من استباحة الأمن وجبروته ووحشيته إلا هذه النقابة.. فإن سقطت فكل شىء سيصبح مستباحًا وكأنها نزهة لاصطياد الأرانب البرية.
Almesryoonmahmod@gmail.com
No comments:
Post a Comment