Tuesday, September 13, 2016

خطورة انخراط خراط الكنيسة في الصراع السياسي................ مقال مهم جداااااااااااا لجمال سلطان

لا أخفي انزعاجي الشديد من الخبر الذي نشر أمس على نطاق واسع مرفق به صورة بيان من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تدعو أتباعها من أقباط المهجر الأمريكي تحديدا إلى الاحتشاد للتظاهر في نيويورك أمام مبنى الأمم المتحدة أثناء إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته في العشرين من سبتمبر المقبل ، تأييدا له ودعما له في وجه من وصفتهم الكنيسة "أعداء الوطن" ، وبحسب النص 



نشرته الأهرام في موقعها فقد (أصدرت الكنيسة إعلانًا مشتركًا بين المقر البابوي في أمريكا وإبراشية نيويورك ونيو إنجلاند دعت فيه رجال الكنيسة إلى حشد من يستطيعون من الأقباط ليكونوا في استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأكدت الكنيسة اهتمام البابا تواضروس بنجاح هذه الزيارة، مشيرة في إعلانها أن البطريرك انتدب الأنبا يؤنس أسقف أسيوط والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص للإعداد لهذه الزيارة المهمة ، وأضافت الكنيسة: كما قام البابا بتوجيه رسالة تحث علي عمل كل شئ ممكن لإنجاح هذه الزيارة، الأمر الذي يعود بالخير علي مصر وكل المصريين ، وكشف الإعلان الكنسي عن توفير كل كنيسة وسيلة مواصلات لنقل المواطنين المصريين الذين سيحتشدون أمام مبنى الأمم المتحدة وذلك يوم الثلاثاء 20 سبتمبر في موعد إلقاء الرئيس السيسي كلمته ، واختتم الإعلان الكنسي بالتنويه إلى أن هذه الخطوة تأتي لدعم القيادة والدولة المصرية في مواجهة عمليات التربص التي يخطط لها أعداء الوطن) ، انتهى نص الخبر .

القيادة المصرية درجت على توجيه النقد إلى من "يتاجرون بالدين" ومن "يوظفون الدين لأغراض سياسية" أو من "يخلطون الدين بالسياسة" ، فهل يمكن أن نبعد هذه الدعوة الكنسية للتظاهر عن كل تلك الاتهامات والورطات ، ما دخل الكنيسة في تنظيم المظاهرات السياسية المؤيدة أو المعارضة لرئيس الجمهورية ، هل هي حزب سياسي أو ائتلاف شعبي ثوري مثلا ، أم مؤسسة دينية رعوية ، ومن الذي خول الكنيسة والبابا تواضروس أن يصنف معارضي السيسي بأنهم أعداء الوطن ، من منحه الحق في إصدار هذا "الصك الإلهي" .

فور انتشار هذا الخبر بدأ معارضون ومسلمون في الولايات المتحدة وكندا الدعوة إلى الاحتشاد في نفس المكان ونفس التوقيت للتظاهر ضد الرئيس السيسي ، وبدأت صفحات التواصل الاجتماعي تنشط في ذلك حاليا ، وبطبيعة الحال في نيويورك لن تطارد الشرطة معارضي الرئيس ولا تعتقلهم ولا تحيلهم إلى النيابة ثم الحبس الاحتياطي لأجل غير مسمى ولن يطلق الخرطوش "اللي بيسلع" لأن للجميع الحق في التظاهر ، ولك أن تتصور المشهد أمام الأمم المتحدة ، وصورة مصر أمام العالم ، حشود إسلامية تهتف ضد السيسي وحشود مسيحية تهتف للسيسي ، هل هذا المشهد يشرف القيادة المصرية ؟ ، هل هذا المشهد "الطائفي" الذي تسببت فيه الكنيسة والبابا يحمي الجبهة الداخلية لمصر ويحمي الوطن من الانقسام والكراهية الطائفية ، أم أنه يورط البلد والدولة في كابوس خطير .

بعض القيادات الكنسية في مصر تتصرف في السنوات الثلاث الماضية باعتبارها "شريكا" في السلطة ، وأنها من صنعت مشهد 30 يونيه ، أو شاركت فيه بقوة ، ومن ساعتها وهناك ضغوط متتالية "لابتزاز" الدولة والقيادة من أجل انتزاع قرارات وقوانين وإجراءات تشبه أن تكون "سداد فواتير" سياسية ، مثل الفواتير الانتخابية التي كان يستخدمها نظام مبارك فأفسدت البلاد والعباد ، ولا أظن أن هذا الأمر ينتهي ، كما أن فكرة استخدام "الكنيسة" كظهير سياسي دائم للنظام ضد معارضيه ، أو تحولها إلى "حزب النظام" ، وفي ظل ظروف انقسام وطني على خلفية صراع سياسي مع جماعات "إسلامية" هو نوع من تفخيخ الوطن وتلغيمه بما يهدد مستقبل وحدته وسلامته .

almesryoongama

No comments:

Post a Comment