Thursday, February 16, 2017

كان كفيفًا : قصة شيخ أزهري مد يده وصفع «نابليون»: ألقوا جثته في نهر النيل .............ادخل وشوف الرجال


قولوا لأبناء الشعب أن يبقوا في أماكنهم، وأن يتحصنوا ويتسلحوا بكل ما يقع تحت أيديهم من أنواع السلاح، من الحجارة والعصي والسكاكين والفؤوس، وما إلى ذلك من أنواع السلاح».

ما سبق هي المقولة الشهيرة التي حمّس بها الشيخ سليمان الجوسقي زعماء المحافظات والوجهاء والمشايخ، على إثر ثورة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين في أكتوبر عام 1798، والذي استمر في مقاومتهم حتى إعدامه بإلقائه من فوق القلعة.



«الجوسقي» وُلد في منطقة «جوسق» بمحافظة الشرقية، وكان أهله طامحون إلى إلحاقه بالأزهر، وهناك تفوق في دراسته برغم أنه كان كفيفًا، ولكنه قهر الظلام، حينها شعر بضرورة مساهمته في مقاومة الفرنسيين، وعليه بدأ في التقرب إلى المكفوفين بشكل كبير، وعمل على إحصائهم وترتيب أمورهم ورعاية مصالحهم وحل مشكلاتهم، حتى صار قائدًا لهم، وفقًا لرواية عبدالله الطنطاوي في مقال له بموقع «التاريخ».

واستغل «الجوسقي» المكفوفين وكوّن منهم «جيشًا سريًا» لمواجهة الاحتلال، وكانت مهامهم هي «إيصال تعليماته وأوامره إلى الوجهاء والمشايخ وزعماء المدن والقرى»، كذلك كلف بعضهم باغتيال الجنود الفرنسيين رغم فقدانهم للبصر، من خلال التصدي للسكارى منهم لحظة خروجهم من الحانات بعد منتصف الليل.
ومع تمكن «جيش العميان» من قتل عدد كبير من الجنود ثار «نابليون» على الأمر، حتى تعرف على بعض الرؤوس التي كانت تُحرّض على الثورة ضدّه، ومن بينهم «الجوسقي»، ليأمر بإلقاء القبض عليه.

علم «نابليون» أن «الجوسقي» هو العقل المدبر لعمل جيش «العميان»، وعلى أساسه مثل الشيخ الكفيف أمامه، وأثار إعجاب قائد الحملة الفرنسية بسبب دهائه وذكائه، ونتيجة لذلك طمع به وحاول إغراءه بعروض عدة حتى يكسبه إلى صفه.

وحسب ما ذكره «طنطاوي» كان «الجوسقي»، لحظة مثوله أمام «نابليون» يستمع إلى عروضه في شموخ واستعلاء، ويتبع كل جملة يقولها قائد الحملة الفرنسية بسخرية واستهزاء.

ومع رفض «الجوسقي» لكافة عروض «نابليون» لجأ الأخير إلى رمي الورقة الأخيرة، وعرض على شيخ المكفوفين «سلطان مصر»، وزعم له أنه لم يجد في البلاد من هو في مثل كفاءته وقوته.
ور سماع «الجوسقي» للعرض الأخير تظاهر بالقبول حسب رواية «طنطاوي»، وتابع: «مدّ الشيخ سليمان يده إلى نابليون كأنه يريد أن يبايعه، ويعلن رغبته في التعاون معه، وابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه، ومدّ نابليون يده فرحًا، ظنًا منه أنه تغلب على هذا الشيخ الأعمى، وكسبه إلى جانبه».

وأردف «طنطاوي»: «أمسك الجوسقي بيد نابليون بيده اليمنى، ولطمه بيده اليسرى لطمةً صبّ فيها كل ما في نفسه من آلام وأحزان وأحقادٍ على المستعمرين الغزاة، فجُنّ جنون القائد المنهزم نابليون، قاهر الملوك والجيوش»، حينها صاح «نابليون»: «اقتلوا هذا الشيخ الأعمى»، وصاح من جديد: «ألقوا جثته مع جثث أصحابه في نهر النيل، لتكون طعامًا للأسماك».

وفي رواية أخرى، منشورة على صفحة «الملك فاروق» بموقع «فيسبوك»، أن الجوسقي قال لـ«نابليون» من واقع مسرحية «الدودة والثعبان» للأديب علي أحمد باكثير: «معذرة يا بونابرت هذه ليست يدي.. هذه يد الشعب».

بعدها حاول المشايخ التوسط لدى «نابليون» حتى يتراجع عن قراره، وفشلت كافة هذه المحاولات وتم إلقاء «الجوسقي» من أعلى القلعة، ثم رمي الجثة بنهر النيل.
















No comments:

Post a Comment