Friday, December 27, 2013

تحليل نفسى علمى ودقيق لمشاكل المتزوجات فقط .... ادخلى بسرعة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
.. مشكلتي باختصار شديد تؤرق حياتي وتسبب لي ألم نفسي كبير.. وأنا أسفة والله يا أختي وأخجل وأنا أكتب هذا لكني لا أستطيع أن أصرح لأي أحد بهذه المشكلة..أنا متزوجة منذ تسع سنوات وبفضل الله عندي أربع أولاد، لكني أكره العلاقة الزوجية بشدة ولا أطيقها وأتهرب من زوجى ..وفي كل مرة تحدث فيها هذه العلاقة أبكي دون أن يشعر زوجي رغم أنني لا أعاني من أي ألم ، ورغم حبي لزوجي إلا أنني أكررررره العلاقة الخاصة.. ماذا أفعل؟؟؟؟

(الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختى ..عادة عندما تأتينى مثل هذه الرسائل الحساسة والخاصة ،فأقوم بالرد عليها على البريد الخاص بينى وبين الأخوات، وأرى وقتها أن لاداعى من نشرها بعد مشاركة صاحبتها الحل..ولا أقوم بنشر مثل تلك المشكلات فى حال وجدت أنها لن تفيد الكثير.. ولكنى لاحظت تكرر هذه المشكلة بالتحديد وكثرة شكاوى السيدات منها بشكل ملحوظ ،مما دفعنى أن أقوم بنشر تلك الرسالة لعلها تكون السبب فى عموم الفائدة بل ومشاركة كل من لديه المعلومات الكافية فى هذا الصدد من أطباء نفسيين ومتخصصين... وعندما راسلتنى يوماً ومنذ سنوات إحداهن لنفس الحالة تقريباً والتى وصل بها الحال حد محاولة الانتحار،وأخرى حد الطلاق وتشتيت الأسرة..وقتها وحين كانت تطلب منى الكثيرات أن أحدثهن دون تدخل أى طبيب نفسى لأنها بالفعل ذهبت لطبيب وأكثر ولكن دون جدوى.. فعكفت كثيراً ومن وقتها على التحرى وعمل الأبحاث اللازمة فى هذا الصدد وعلى تلك النماذج ودراستها دراسة متأنية منذ الطفولة وحتى الزواج والإنجاب..خرجت منها بعد طول البحث والدراسة، وباختصار شديد طبعاً..أن أسباب تلك الحالات تكون نتاج لخبرات سابقة بشكل خاطىء تماماً فى التربية.. فربما مرت من تعانى منها بمواقف فى الصغر إختزنها عقلها الباطن وملأها رعباً وتهويلاً،وربما ملأها تقزز واشمئزاز..وبعض الفتيات فى الصغر يتعرضن لتهديدات وتعنيف كبيرجداً من أحد الوالدين لتخويفهن من الاقتراب من الجنس الأخر، ومنها من تعرضت لمحاولات تحرش قاسية وبعضهن تعرضن لإعتداء جنسى غير مكتمل أو ربما مكتمل.. ولكن فى أغلب الأحيان ترجع حالات الخوف أو كره العلاقة الخاصة بعد الزواج إلى التربية الخاطئة من الأم فى محاولات منها لإشعار إبنتتها بالذنب حين يتطرق الحديث ولو من بعيد عن الأمور الحساسة والخاصة فى التكوين الجسدى والفسيولوجى وتحديداً فى فترة البلوغ والمراهقة.. وخوف الأم الزائد على البنت مع ترسيخ معتقدات خاطئة فى ذهنها ،هو الذى يأتى مع الزوجة بنتيجة عكسية وسلبية جداً بعد الزواج وأحياناً يحول حياتها إلى جحيم مع الزوج.. وأتذكر.. أن أتتنى إحداهن يوماً بمكتبى منذ أعوام وهى تعانى من نفس المشكلة ولكنها أتت وهى تضع يدها على الأسباب التى وصلت بها لهذا الحال مع زوجها، فلقد كانت يتيمة الأم منذ الصغر ولم تجد من يقوم بنصحها غير الأب الذى هااال عليها أكواماً من الخوف والترهيب والتحذيرات من علاقة الرجل بالمرأة والبنت بالولد .. ولذلك يا أختى ..عليكِ أن تستعيدى معى ذاكرتك وخبراتك السابقة منذ طفولتك بكل ما ذكرت لكِ لعلك تضعين أنت كذلك يديك على الأسباب المختزنة بعقلك الباطن ، حتى تبدأين فى علاج نفسك بشكل عملى وسريع إن شاء الله تعالى.. واضعة فى ذهنك أمراً هاماً..ألا وهو، أن الله تعالى قد خلق الذكر والأنثى لإعمار الأرض ، وجعل بينهما ميلاً فطرياً وغريزياً، ولكن فضل الله الإنسان على جميع مخلوقاته بالدين ومبادئه ووضع شروطاً عفيفة ورائعة لإطاراً شرعياً للعلاقة الحميمية بينهما وهو الزواج..الزواج يا عزيزتى هو من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية إذا أخذ فيه الزوجان بأسباب المودة والرحمة والاستمتاع المشروع فيما بينهما، الذى يرضى عنه الله تعالى.. والعلاقة الحميمية جانباً هاماً جداً لنجاح الحياة الزوجية والاستقرار النفسى للطرفين، وعلى كل طرف أن يعى تماماً أن الطرف الأخر هو سكنه وسره وحبيبه ونصفه الأخر الذى يختبىء فيه دوناً عن كل البشر، وأن كل ما بينهما مباح وبلا حدود إلا فيما حرم الله تعالى فى قرأنه الكريم، والذى إكتشف العلم الحديث ما يسببه من أذىً عضوياً فى حال مخالفة أوامر الله عز وجل .. وزوجك حبيبتى.. هو كل حياتك وأنت تحبينه كما ذكرتِ ، فعليك أن تحافظين عليه وعلى هذا الحب بينكما بل وتجعلينه ينموا أيضاً ،فلا تخجلين منه، أو تتقززين، وكيف تكرهين منه أو معه ما أحله الله لكما كزوجين؟! فحتى الملائكة تبارك علاقتكما لأنها حلالاً طيباً.. فلقد أحل الله تعالى لكما الاستمتاع المشروع، وأنت ليس لك سواه بعد الله فهو أهلك وسكنك وصديقك وزوجك، فالتأنسين به وتطمأنين له ،وقتها لن تبكين أبداً بعد العلاقة الخاصة..وأيضاً حتى يبادلك هو نفس المشاعر ولا يشعر بتقصيراً منك وحتى يجد راحته وسكنه معك وإليكِ.



No comments:

Post a Comment