Thursday, December 24, 2015

لماذا عيد الميلاد 25 ديسمبر فى الغرب وفى المشرق 7 يناير ........... بحث تاريخى ممتاز ادخل لا يفوتك

لماذا عيد الميلاد 25 ديسمبر فى الغرب  وفى المشرق 7 يناير؟

عيد ميلاد السيد المسيح ... كيف تم تحديد تاريخه و متى و لماذا تحتفل به الطوائف المسيحية في تواريخ مختلفة...
التقويم الروماني:
ابتدأ بالسنة التي تأسست فيها مدينة روما (سنة 753 ق.م) وكانت السنة الرومانية 304 يوما مقسمة إلى عشرة شهور تبدأ بشهر مارس (نيسان) كالتالي:
1. مارس - على أسم أحد الآلهه الأغريقية،
2. أبريل - وتعني أنفتاح الأرض Aperire بنمو المزروعات والفواكه
3. مايو - على أسم الآلهه Maia
4. يونيو - وتعني عائلة أو أتحاد
5. كوينتليوس - وتعني الخامس
6. سكستس - وتعني السادس
7. سبتمبر - وتعني السابع
8. أكتوبر - وتعني الثامن
9. نوفمبر - وتعني التاسع
10. ديسمبر - وتعني العاشر
ثم استخدم الملك نوما بومبليوس (ثاني ملك بعد روماس الذي أسس روما) التقويم الشمسي القمري ليصبح طول السنة 355 يوم و عدد الأشهر 12 و عدد الأيام في الأشهر ما بين 29 و30.. و في السنة التالية لها يضاف شهر طوله 22 أو 23 يومًا على التعاقب فيكون طول السنة الكبيسة 377 أو 378 يومًا ... وتكون متوسط حصيلة دورة أربع سنوات (355+377+355+378) تساوي 366.25 وهو ما يعادل طول السنة الشمسية.. و الشهرين الذين تم اضافتهما في أول السنة الرومانية:
1. يناير - على أسم الإله Janus



2. فبراير Februa - وتعني إحتفال لوقوع أحتفال عيد التطهير في منتصفه
التعديل اليولياني على التقويم الروماني:
في سنة 45ق.م. (الموافق 708 لانشاء روما) لوحظ أن الأعياد لا تقع في موقها الفلكي، فكلف الأمبراطور يوليوس قيصر أحد أشهر علماء الفلك المصريين وهو سوسيجينيس Sosigene لتعديل التقويم ليصبح في وقته الفلكي، حتى تعود الأعياد الإغريقية الثابتة في مواقعها الفلكية وقد تمثل تعديله في جعل السنة العادية 365 يوما والكبيسة 366 يوما وتكون سنة كبيسة كل أربع سنوات، وجعل عدد أيام الأشهر الفردية 31 يومًا والزوجية 30 يومًا عدا شهر فبراير فيكون في السنة العادية 28 وفي الكبيسة 29.
وسمي هذا التقويم بالتقويم الروماني اليولياني نسبة للامبراطور يوليوس قيصر.
لكن هذا التقويم لم ينجُ من العبث.. حيث سمي الشهر السابع باسم يوليوس قيصر فصار اسمه يوليو... ثم في سنة 33 ق.م سمي الشهر الثامن باسم القيصر أغسطس (أكتافيوس)... ولئلا يكون شهر يوليس (يوليو) أكبر من شهر أغسطس زادوا في الشهر الثامن يوماً على حساب شهر فبراير... ثم عدلوا عدد أيام الشهور بعد أغسطس لئلا تتوالى ثلاثة أشهر بنفس الطول (يوليو-أغسطس-سبتمبر) فعكسوا القاعدة... فصار سبتمبر 30 يومًا وأكتوبر 31 يومًا ونوفمبر 30 يومًا وديسمبر 31 يومًا.
تحديد يوم عيد الميلاد:
اختار مجمع نيقية عام 325م الاحتفال الرسمي بعيد ميلاد السيد المسيح في يوم 25 كانون الأول لأنه اليوم الوحيد في السنة الشمسية الذي يكون فيه أطول ليل وأقصر نهار - فلكياً... فبعد هذا اليوم يبدأ الليل بالقصر و النهار في الزيادة.
كان المقصود من هذا الاختيار ان بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ النهار (فترة النور) في الزيادة والليل (فترة الظلام) في النقصان. وكأنه اختيار ليقول أن ميلاد يسوع نور العالم هو اشراق في الظلمات ليزيلها..
نتذكر هنا ايضا قول يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "ينبغي أن ذلك (أي المسيح نور العالم) يزيد وإني أنا أنقص" (يوحنا 30:3)... ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان المولود قبل المسيح بستة شهور في 25 حزيران وهو اليوم الذي فيه أطول نهار وأقصر ليل... بعده يبدأ النهار في النقصان والليل في الزيادة..
التقويم الميلادي
في القرن السادس الميلادي نادى الراهب الإيطالى ديونيسيوس أكسيجونوس بوجوب أن تكون السنة التي ولد فيها السيد المسيح هى سنة واحد وكذلك بتغير إسم التقويم الروماني ليسمى التقويم الميلادي بأعتبار أن السيد المسيح ولد عام 753 لتأسيس مدينة روما. في سنة 532 ميلادية (أي في عام 1285 لتأسيس روما) تمت الاستجابة لدعوته و بدأ استخدام التقويم الميلادي بجعل سنة 1286 حسب التقويم الروماني اليولياني هى سنة 532 ميلادية.
التعديل الغريغوري على التقويم الميلادي (فارق الايام الثلاث عشر):
في سنة 1582 ميلادي أيام البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 كانون الاول (عيد الميلاد) ليس في موضعه أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام. أي يجب تقديم 25 كانون الاول بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار..
وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة (السنة= دورة كاملة للأرض حول الشمس) إذ كانت السنة في التقويم الروماني اليولياني تحسب على أنها 365 يومًا و 6 ساعات. ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أي أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليولياني) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام، فأمر البابا بحذف عشرة أيام من التقويم الروماني اليولياني حتى يقع 25 كانون الاول في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الميلادي الغريغوري نسبة الى البابا غريغوريس..
و هكذا نام الناس يوم الخميس 4 أكتوبر 1582م واستيقظوا يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582م. ولولا مكانة البابا الدينية ما كان هذا الأمر ليقبل في الدول الكاثوليكية.. قاومت الدول الغير كاثوليكية هذا التعديل حتى استقر الأمر عليه في القرن العشرين فقبلته كل الدول مدنيًا...
لكن القيادات الدينية في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية الرومية لم تقبل هذا التعديل واستمروا على استعمال التقويم الميلادي اليولياني، الذي أصبح الفرق بينه وبين التقويم الميلادي الغريغوري حاليًا 13 يومًا حيث أنه يتزايد بمرور القرون....
لذلك فأن الطوائف الكاثوليكية و الغربية تحتفل به في 25 ديسمبر و انضمت لها لاحقاً بعض الكنائس الاورثوذوكسية منها بطريركية انطاكية، القسطنطينية، الاسكندرية، اليونان، قبرص، رومانيا و بلغاريا...
أما كنائس روسيا، أوكرانيا، القدس، صربيا، مقدونيا، مولدافيا وجورجيا فضلًا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية فما زالت تعتمد التقويم الميلادي اليولياني و تحتفل بالميلاد في 7 يناير..
بعض الكنائس كالكنيسة الأرمنيّة كانت ومن قبل تحديد عيد الميلاد قد جمعت الميلاد مع الغطاس في عيد واحد، ما دفع إلى إقامة عيد الميلاد مع الغطاس في 6 يناير كما هو الحال في بطريركية كيليكيا، اما بطريركية الأرمن الأرثوذكس في القدس فتحتفل به في 19 يناير.
بكل الأحوال لا تعتبر الطوائف المسيحية هذا الاحتفال تاريخًا واقعيًا لذكرى ميلاد السيد المسيح، بل تذكاراً لقدومه لهذا العالم وما حمل ذلك من معان روحية و سامية.

No comments:

Post a Comment