Sunday, December 6, 2015

"كفر وهب" أفضل قرية في العالم.........قرية مصرية فى المنوفيه صدق او لا تصدق


"كفر وهب" أفضل قرية في العالم.


رائحة البرتقال التي تتسلل من جنباتها لا تثني العين عن رؤية أشجارها المصطفة على أجناب الطرق، لم تلفت الانتباه عن "الأخضر" الذي يطلي أبواب ونوافذ بيوت قرية "كفر وهب"، التي تشغل 20 فدانًا من شمال مركز قويسنا بمحافظ المنوفية، وصنفت على أنها أفضل قرية بالعالم، وفقًا لمنظمة الثقافة والعلوم (يونسكو). يعود ظهور القرية النموذجية الأولى بالعالم إلى حقبتي إبراهيم باشا وسعيد باشا ما بين عامي 1840، 1850، على يد زيد أحمد وهب وأشقائه، والذي يرجع نسله إلى إبراهيم وهب، الذي جاء إلى مصر مع الفتح الإسلامي من الجزيرة العربية. حصل إبراهيم وهب في أثناء توزيع الأراضي من الأتراك العثمانيين على 300 فدان، من "حاكم الخط" الموكل بتوزيع الأراضي على المصريين، مقابل توريد المحاصيل إلى دولة 




العثمانيين، واستجلب المهاجرين من المدن إلى القرى فاستوطنوا القرية التي سميت على اسمه فيما بعد، ليؤدوا أعمال الزراعة والحصاد، كما استقدم عددًا من الأقباط سكنوا في "كفر عبده" المجاور لهم، وساعدهم في بناء كنيستهم ليضمن بقاءهم والعمل بزراعة الأراضي، ليستطيع الوفاء بتعهده أمام الدولة بعد الحصول على الأرض.[FirstQuote] على مشارف القرية وفي ميدان "25 يناير"، الذي تتوسطه حديقة "المدائن"، يقف فتحي عبد المحسن، أحد سكان القرية، بلحيته الكثة، يفرد مظلته مختبئًا من بعض أشعة الشمس المتسللة من أوراق الشجر الكثيف الذي صنع مظلة طبيعية للقرية بأسرها، ويتذكر حين سخر من غرس مجدي عبد المقصود صاحب فكرة تشجير القرية- أول شجرة "فيكس" وسط قرية تعتمد في زراعتها على أشجار الموالح.[SecondImage] عبد المحسن الذي عاد من الإسكندرية بعد غياب عشرين عامًا، وجد قريته ومسقط رأسه وقد بدت في حلتها الجديدة قبلة للأنظار، بعد حصولها على لقب القرية الأولى بالعالم -يقول لـ"الوطن" إن مشروع تشجير القرية الذي بدأ منذ عشرين عامًا، لم يكن إلا ضربًا من الخيال، ولكنه تحقق بعد أن وصل عدد الأشجار بالقرية إلى 2000 من أنواع الفيكس المختلفة والبونسيانا ومسك الليل وثرو الليمون.[SecondQuote] القرية التي كانت مثل بقية القرى المجاورة تعج بالمشكلات، من تلوث مياه الشرب وتلوث البيئة ووجود شبكة كهرباء غير منتظمة، تحولت إلى قطعة من الريف الأوروبي، على حسب قول عبد المحسن، الذي يؤكد أن عملية التشجر أكسبتها -بخلاف المنظر الجمالي- قدرة على طرد الحشرات الطائرة، فشجر "مسك الليل" و"ثرو الليمون" طارد للحشرات، علاوة على حاجة تلك الأشجار إلى نحو 150 أو 200 لتر من المياه يوميًا، وتحصل عليها من المياه الجوفية، فلا تجد دورًا أرضيًا واحدًا بالقرية يتأثر بالمياه الجوفية. يقول حسن مليجي، أحد سكان "كفر وهب" وواحد ممن شاركوا في عملية التشجير، لـ"الوطن": "أجرينا عملية غرس الأشجار في العام 1985، وكنا بنزرع شارع شارع بالليل والناس نايمة عشان محدش يعترضنا، والناس تقوم تلاقي الشارع كله مزروع شجر". عندما يسمع أهل القرية أصوات الصفير، يبدأون جمع قمامة منازلهم، فقد حان مرور عمال النظافة والجرار المرافق لهم، ويقول أحمد حسن مسؤول جمعية المجتمع المحلي المتكفلة بمنظومة النظافة: "مجموعة من شباب القرية، يتولون عملية جمع القمامة وتنظيف القرية 3 أيام في الأسبوع، ويجرون عملية فرز وتدوير القمامة وبيعها لتوفير دخل ثابت لهم، وهو ما يحفزهم على المرور على أهل القرية بالكامل"، ويؤكد حسن أن عملية النظافة بالقرية توفر أيضًا عملاً دائمًا ودخلاً ثابتًا لعدد من شباب القرى. بدأ عمل المنظومة الخدمية في القرية منذ عام 2000، ويقول أحمد حسن إن الجمعية أنشأت فرن خبز مدعم من الدولة، بعد تخصيص أرضه وبنائه بالجهود الذاتية، ووضع منظومة توزيع كانت الأولى من نوعها.[ThirdQuote] وأضاف: "مفيش أسرة في كفر وهب عندها مشكلة في رغيف العيش أو الوصول ليه، فعملية توزيع الخبز على البيوت بدأها شباب القرية، وأخذها المجلس المحلي منذ سنوات، وقام هو على ذلك العمل بتعيين أحد شباب القرية له". واستطاع العمل الخدمي في القرية توفير أنابيب الغاز وتوزيعها على البيوت، ويؤكد أحمد حسن أن القرية كانت تواجه منذ سنوات مشكلة الأنابيب، ولكن الجمعية وشباب القرية استطاعوا توفير الأنابيب للأهالي وتوصيلها إلى البيوت مقابل جنيه واحد للعاملين على التوزيع. وداخل دوار العمدة، يستند فيصل عبد العزيز وهب عمدة القرية، إلى تاريخ أجداده، ويرفض فكرة أن عملية التشجير والنظافة هي من قادة القرية للحصول على التنصيف الأول على العالم كقرية نموذجية، ويشير إلى بداية العمل الحقيقي لتنمية القرية وتأسيس البنية التحتية منذ عام 1974، فلم يكن بالقرية سوى المسجد ودوار العمدة. يقول فيصل وهب لـ"الوطن"، إن "هناك محاولات لإقصاء بناة القرية الحقيقين، وإعادة فضل ما آلت إليه القرية إلى الإخوان المسلمين، للسطو على الإنجاز، وقصر ما وصلت إليه القرية من ترتيب عالمي على النظافة والتشجير، دون النظر إلى البنية التحتية والخدمات، والتي قامت على الجهود الذاتية لأبناء القرية".[ThirdImage] فيصل يؤكد أن الحكومة في الستينيات كانت تهتم بتطوير القرى الكبرى، كما استطاع شباب الكفر توفير البنية التحتية من مدرسة ومستشفى وبريد ومركز، والتي أقامها الأهالي بالجهود الذاتية. وأشار فيصل إلى الحاج عادل محمد حسن وهب، "الذي قاد بناء مرافق القرية، والتف حوله شباب القرية ورجالها من أبنائنا، وكانت أول الخطوات إنشاء مركز الشباب، وكان هناك تنازع بين شباب التيار الإسلامي وشباب القرية على أرض مركز الشباب، ولكن جيهان السادات أصدرت قرارًا بتخصيص الأرض لمركز الشباب وملاعبه، ليكون وعاء لطاقات الشباب وبداية التنمية في القرية". يقول عادل حسن، الذي ترأس مجلس إدارة مركز شباب القرية 35 عامًا وترك قيادته لعدد من شباب القرية منذ عامين -إن "المركز بعد بنائه أصبح قناة لتفريغ طاقات شباب القرية في تنميتها، من خلال تشكيل المعسكرات للشباب لتصليح وتنظيف القرية، وإزالة أكوام السباخ وتحسين مدخل القرية وعمل جسر لترعة القرية، وهو بداية وصول القرية إلى ما هي عليه الآن". يؤكد حسن أن الشباب الذين نفذوا عملية التشجير منذ عشرين عامًا لم تكن الفكرة غريبة عليهم، فهم تعودوا على رؤية العمل الجماعي من آبائهم الذين خدموا أهل القرية عشرات السنين. القرية التي تخلو من الأمية، ترفض ما يدعيه بعض العاملين بالحي من وجود فصول محو أمية، حيث إن أقل المتعلمين بالقرية حاصل على ليسانس. كما استطاع الأهالي توفر مياه نظيفة من خلال محطة لتنظيف المياه لتفادي مشكلة تلوث المياه، حيث أنشأ أحد أهالي القرية ويدعى جمال حسن، المحطة التي تقدم مياه صالحة للشرب، بنظام "R. o"، والذي ينقي المياه فلا تصبح صالحة فقط للشرب ولكن للغسيل الكلوي أيضًا، وما يخرج من المحطة من مياه ملوثة، وتقدر بثلثي الكمية المقدمة للتنقية بالمحطة، يضخ في مجار لاستخدمها في الزراعة. يروي صلاح وهب، أحد أبناء القرية، قصة الوصول إلى تصنيف اليونسكو، والتي بدأت منذ حصول "كفر وهب"، على القرية النموذجية على مستوى الجمهورية 2008، 2009، 2010، بعد التصعيد من مستوى المركز وحتى مستوى الجمهورية، وفي عام 2012، حصدت القرية المجاورة "كفر الشيخ إبراهيم" الجائزة، ولكن حين أرسلت "يونسكو" لجان متابعة وكتب أستاذة الجامعات المصرية تقاريرهم، حصد الكفر المركز الأول عالميًا. صلاح يضيف أن "هناك العديد من المشكلات تواجه القرية ولا مجيب من المسؤولين، على رغم تعدد الشكاوى"، مشيرًا إلى أن هناك تعمدًا في عدم إدراج القرية في منظومة الصرف الصحي، لافتًا إلى العديد من الوعود التي وصفها بـ"كلام جرايد" بشأن حل مشكلة الصرف. وأكد صلاح أن مركز الشباب يفتقر إلى الإنارة وعدد من الخدمات، والتي ترفض وزارة الشباب مد المركز بها، علاوة على رفض تمهيد الطريق المؤدية إلى "كفر وهب"، على رغم أنه بديل لطريق بنها-قويسنا الزراعية، وأشار إلى أنه "بعد سيطرة الحي على منظومة توزيع الخبز، التي خرجت عن أبناء القرية، أصبحت منظومة إفساد الخبز، وأصبح غير قابل للاستخدام الآدمي".

No comments:

Post a Comment